وطن اف ام            15/03/2016

قبيل بدء الجولة الثانية لمفاوضات جنيف ٣ التي توصف بالعويصة والمستعصية على النجاح من حيث تعقيدات الوضع السوري الراهن تحت هدنة هشة ، جاء اللقاء الرسمي بين ” رندا قسيس ” و ” سيرغي لافروف ” وزير الخارجية الروسي في موسكو وفي مقر وزارة الخارجية تحديداً .

هذا اللقاء الذي أظهر ” قسيس ” إلى جانب ” لافروف ” بروتوكولياً في جلسة غير معهودة من قبل ، وصفه بيان ” الخارجية الروسية ” بأنه تركز حول سبل نجاح المفاوضات ، و في إطار النقاشات الجادة مع معارضة سورية معروفة بمواقفها المؤيدة للدور الروسي في سوريا .

ومهما يكن من أمرٍ فإنه راجت قبل أيام من الإجتماع تصريحات ومواقف منسوبة لبعض المتابعين أن ” موسكو ” تخلت عّن ” قدري جميل ” و ” رندا قسيس ” لصالح ” هيثم مناع و حليفه الكردي صالح مسلم ، والسؤال هنا : من الذي أراد توجيه صفعةٍ قوية إلى هؤلاء المروجين والمشككين ؟

لعل الجواب المنطقي غير المتشعب في التفاصيل يشير إلى أن صانع القرار في ” موسكو ” هو من أراد ذلك ، خصوصاً وأن وفد ” الرياض ” الممثل بهيئة المفاوضات رفض من قبل حضور أي طرف خارج مؤتمره إلى جنيف ، ولكن المبعوث الدولي ” ديمستورا ” وجه دعوة رسمية لأولئك المعارضين ، وأفادت أنباءٌ أخرى وقتها أنهم ” مستشارون ” له .

لكن بالمقابل يحق لنا كإعلاميين ومراقبين للمشهد أن نتساءل بكل جدية : هل استبعاد كرد الـ ” PYD ” و زعيم مجلسهم الديمقراطي ” هيثم مناع ” نتيجة قرار أمريكي وغض نظر روسي وفيتو تركي بإمتياز ، وعليه فإن ” قسيس ” باتت خياراً استراتيجياً لحكام ” الكرملين ” و استقبالها بهذه الصورة يعكس تلك الرغبة وهاتيك المعلومات نحو معارضة مثيرة للجدل في الأوساط السياسية السورية .

أخيراً يجدر بِنَا الإشارة أن ” رندا قسيس ” هي رئيسة لجنة مبادرة آستانا وحركة المجتمع التعددي وعضو اللجنة المشرفة لوفد الديمقراطيين العلمانيين في جنيف ٣ .

http://watan.fm/مقالات/22040-مالذي-دفع-لافروف-إلى-لقاء-رندا-قسيس-؟