وكالة الأنباء الالمانبة “دويتش فيليه”            15/09/2010

أثار مشروع قانون حظر النقاب في فرنسا جدلاً حول مدى احترام هذا القانون الحريات الشخصية في بلد يقوم على العلمانية مثل فرنسا، فما هي حدود حرية الفرد في حقه في ارتداء ما يريد، والرمزية التي يشير إليها ارتداء النقاب؟

 تواصل الجدل في فرنسا حول قانون حظر النقاب

مازال الجدل محتدماً حول تبعات قانون حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة في فرنسا وازدادت حدة النقاش بعد موافقة الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع هذا القانون في شهر تموز/يوليو الماضي وبعد موافقة مجلس الشيوخ الفرنسي بأغلبية ساحقة على القانون يوم أمس الثلاثاء (14 سبتمبر/ أيلول 2010). وسيفرض القانون غرامة قدرها 150 يورو مع متابعة “درس في المواطنة” لكل امرأة يتم القبض عليها وهي ترتدي النقاب خارج منزلها. في الوقت نفسه، سيكون أي رجل يدان بإجبار امرأة على ارتداء النقاب، معرضا لغرامة قدرها 30 ألف يورو وعقوبة بالسجن لمدة عام.

“النقاب ليس واجبا شرعيا”

هل يعارض القانون الجديد مبادئ العلمانية التي تقوم عليها الدولة الفرنسية؟

يقول رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي محمد موسوي إن المجلس عبر عن خشيته منذ بداية النقاش حول مشروع القانون من أن يصبح مصدراً للتأثير السلبي اتجاه المسلمين في فرنسا ولكن بجانب ذلك أوضح المجلس مرات عديدة عن رأيه حول شرعية ارتداء النقاب من عدم شرعيته كما يضيف محمد موسوي قائلاً :” قال المجلس إن ارتداء النقاب ليس واجباً إسلاميا مثل الحجاب المعروف، وهذا الذي يغطي الوجه كاملاً ليس واجباً شرعياً “. إلا أن موسوي عبر ذلك عن تحفظه بخصوص هذا القانون وقال “عبرنا عن ذلك من خلال خطابانا للحكومة الفرنسية، وقلنا إن القانون من الناحية الدستورية يبقى محل نقاش، كما أنه قد يجلب هذا القانون معه مشاكل وسلبيات كثيرة”.

ورغم كل ذلك يؤكد رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي ، أن “المسلمين في فرنسا عبروا مراراً عن احترامهم لقرارات الحكومة والبرلمان الفرنسيين”. ولكن، ماذا إذا اقر القانون بعد ستة أشهر وواجهت النساء المرتديات للنقاب العقوبة المنصوص عليها من قبل القانون المثير للجدل هذا؟ يجيب محمد موسوي بان الاحتمالات تبقى مفتوحة ويضيف قائلاً :”إذا تم إيقاف امرأة ترتدي النقاب، فان لها الحق أن تطالب القاضي أن يبحث عن مدى دستورية القانون.” أما الاحتمال الثاني هو أن يواجه هذا القانون من قبل القوى البرلمانية نفسها، إلا أنه يستبعد ذلك بالقول:” هذا أمر غير وارد لان جميع القوى البرلمانية مساندة لهذا القانون أو إنها لن تعترض على التصديق على القانون “.

“لا يمكن الدفاع عن النقاب تحت شعار الحرية الشخصية”

إلى ماذا يشير النقاب؟ ولماذا يثير الشبهات؟

ولكن هل يتعارض القانون الجديد مع الحرية الشخصية في بلد مثل فرنسا يقوم على العلمانية تقول الباحثة الاجتماعية الفرنسية من أصل عربي رندا قسيس عن الحرية ” نعم هناك حريات شخصية، ولكن علينا أن نفهم حدود الحرية الشخصية عندما يرافقها فكر راديكالي، فلا تعود هناك حرية شخصية. لذلك لا يمكن أن ندافع عن النقاب تحت شعار الحرية الشخصية”.

ولكن ما علاقة ارتداء النقاب بالتطرف؟ تقول السيدة قسيس إن ظاهرة ارتداء النقاب وهي ظاهرة غريبة عن المجتمع الإسلامي أصبحت مرتبطة بالتطرف وليس لها علاقة بالدين الإسلامي حسب ما يقول الكثير من علماء الإسلام. بل إنها دخلت على الدين وتضيف “إذا ما أردنا أن نكافح التطرف فان علينا أن نكافح رموزه أيضا. إلا أنه من المهم جداً عدم فهم ذلك على انه حرب ضد الإسلام”. فهي تؤكد أن مفهوم الحرية الشخصية أصبح يستخدم من قبل المتطرفين الأوربيين أيضا كوسيلة للتعبير عن تطرفهم ضد الإسلام، مثلما يستخدم المتطرفون الإسلاميون نفس المفهوم لنفس الغاية.

المصدر : حظرالنقاب في فرنسا بين الحرية الشخصية والرمز إلى التطرف