فرنس 24

تبنت “جبهة النصرة” الإسلامية في سوريا الهجوم الذي استهدف وزارة الداخلية الأربعاء الماضي. هذه الجبهة صنفتها واشنطن على قائمة الإرهاب، في حين    أن الائتلاف السوري المعارض مازال يصر على أن تعيد واشنطن النظر في موقفها. لماذا تتمسك المعارضة السورية بــ”جبهة النصرة” ؟

معاذ الخطيب زعيم الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر مراكش المغربية وجه دعوة للولايات المتحدة بضرورة إعادة النظر في موقفها من “جبهة النصرة” لأنها تقاتل في الداخل من أجل إسقاط النظام الذي يكاد يجمع المجتمع الدولي على ضرورة رحيله.

 الائتلاف السوري المعارض يستغرب من تصرف الإدارة الأمريكية التي تحكم مسبقا على هذا التنظيم ويستغرب كيف أن واشنطن تناقض نفسها، فهي من جهة تعترف بالمعارضة السورية ومن جهة أخرى تحذر من إرهاب فصيل إسلامي يحارب النظام السوري .
حسب السيد زهير سالم المتحدث باسم الإخوان المسلمين في سوريا ، موقف أمريكا هو بمثابة الإسفين الذي دق في صفوف الثورة السورية، معتبرا أن “كل المجموعات على الأرض في سوريا تقوم بفعل ثوري مشهود له أخلاقيا”
كيف يُفسر الموقف الأمريكي بخصوص “جبهة النصرة” ؟
التفسير، كما يقول بعض المراقبين المقربين من المعارضة، قد يكون رسالة متعددة الأوجه : أولا لترضية موسكو التي تحذر من انتشار التطرف الإسلامي، ورسالة إلى العلمانيين المتخوفين من سيطرة الإسلاميين مستقبلا علي سوريا بعد سقوط الأسد.
رندا قسيس الناشطة السورية التي أسست حركة “المجتمع التعددي” بباريس تعتبر أن واشنطن على حق في تعاملها مع “جبهة النصرة” لأن الائتلاف السوري المعارض يسيطر عليه الإسلاميون، وطلبهم في إعادة النظر بوضع “جبهة النصرة” هو رسالة للداخل من أجل مغازلة المتطرفين. وترى رندا قسيس أن الإسلاميين ” يريدون أن تكون سوريا بلدا إسلاميا، وهذا نرفضه كمجتمع مدني”.
بين المعارضة وواشنطن يراقب النظام السوري هذه التطورات على أساس أنها لصالحه باعتبار أنه كان السباق للتحذير من خطر الإرهاب بعد أن عجز عن مواجهة الثورة.
النظام السوري مازال يستعمل نظرية الإرهاب هذه المرة بطريقة أخرى للقول بأن هدف الغرب هو التذرع بالإرهاب من أجل التدخل العسكري.
لكن هناك نظرية أخرى تقول بأن أمريكا التي تخلّفت عن الثورة السورية منذ البداية تحاول الحفاظ على مصالحها والتنسيق مع الروس من أجل تأطير المعارضة والتحضير لما بعد مرحلة بشار الأسد.
صفحة : 123