اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية أمس الأول السيناريست فؤاد حميرة، مؤلّف ثلاثية «الحصرم الشامي» الشهيرة، ورئيس المكتب السياسي لـ «حركة المجتمع التعدّدي».
وأوضح الكاتب فادي زيفا نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة لـ «السفير» أنّ حميرة اعتُقل في فرع الهجرة والجوازات في مدينة اللاذقية، لدى مراجعته الفرع بقصد تجديد جواز سفره المنتهي الصلاحية. ويقول زيفا: «يبدو أنّ اسم حميرة كان معمماً على الجهات الأمنية بما فيها فرع الهجرة والجوازات»، مضيفاً انّ الحركة تتابع موضوع اعتقال صاحب «غزلان في غابة الذئاب»، وأن الجهة التي اعتقلته تقوم بتزويده بالأدوية التي يستخدمها عادةً بسبب وضعه الصحي الخاص. 
بدورها قالت رئيسة الحركة رندا قسس في بيانٍ حصلت «السفير» على نسخة منه إنّ «حركة المجتمع التعدّدي تدين بشدة اعتقال رئيس المكتب السياسي التابع للحركة الكاتب والصحافي فؤاد حميرة، كما تشدّد على عدم تقييد الكلمة الحرة ذلك لأن في حرية الكلمة حياة شعب ومستقبل وطن». كما طالب البيان بـ «الإفراج الفوري والسريع عن فؤاد حميرة وعن جميع المعتقلين الذين كانت جريمتهم الكلمة».
حميرة من مواليد العام 1966، كتب للدراما السورية تسعة مسلسلات كان أولها «رجال تحت الطربوش» للمخرج هشام شربتجي في العام 2004. كما كان من بين أوّل من تطرّقوا في نصوصهم للفساد، خصوصاً في مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» (2006) الذي كرّس شهرة رشا شربتجي عربياً. ويشرّح العمل تحكّم ذوي السلطة بمصائر الناس، من خلال قصة ابن وزير، يفرض سطوته ونفوذه بوسائل ملتوية على زملائه وأصدقائه.
جاهر حميرة في وقت مبكر من عمر الأزمة السورية بموقفه المؤيد للتظاهرات السلمية. وشارك في العديد من المؤتمرات المُعارضة للنظام، ووجه في وقت سابق رسالة عبر وسائل إعلام إلى الرئيس السوري بشار الأسد قال فيها: «ما الحكاية سيادة الرئيس؟ أما زلت مصرّاً على قيادة المقاومة والممانعة بشعب يتعرض للإذلال والإهانة والاعتقال والقتل على يد شبيحتك وأجهزة أمنك؟ أما زلت تريد الانتصار على إسرائيل ببلد أوصلته حكمتك إلى الدرك الأسفل الذي يعيشه الآن؟».
حميرة موقوف الآن لدى فرع أمن الدولة في محافظة اللاذقية. وفور انتشار نبأ اعتقاله سارع العديد من الفنانين والمثقفين السوريين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استنكار اعتقاله والمطالبة بحريته. وكان من أبرز هؤلاء شيخ المخرجين السوريين هيثم حقي، الذي كتب على صفحته الشخصية في فايسبوك: «معقول! اعتقال الكاتب الصديق فؤاد حميرة. ما هذا الذي يجري؟ لا بدّ من أن الجنون قد أصاب هذا النظام الأمني. وقد يكون أصابنا نحن لأننا لم نفهم أن الهدف الأساسي من إطلاق النار على مظاهرات الحراك الشعبي السلمي والاعتقالات المتكررة للسوريين السلميين المدافعين عن الحرية ودولة القانون والمواطنة المتساوية هو إبقاء الصراع المسلّح والتخلص من دعاة الحرية والكرامة ونبذ الطائفية. وقد يكون الهدف هو إسكات أي صوت ينادي مع فؤاد: واحد واحد الشعب السوري واحد.. الحرية لفؤاد حميرة. الحرية لكاتب واحد من أجمل المسلسلات التي أنتجتها «الحصرم الشامي» بأجزائه الثلاثة. الحرية لصاحب الضمير الحي والمعايش لأبناء الفقر الذين عبّر عنهم في أعماله كلّها (…)». وأورد موقع «سي أن أن» العربي نقلاً عن صفحة رشا شربتجي على فايسبوك: «فؤاد حميرة يا صديقي النبيل ومن قبلك سامر رضوان الأخ الغالي… هيك الوجع صار فوق إني أتحمله. الله يحميكم ويفك أسركم». وكان حميرة وشربتجي يعدّان لعمل درامي جديد بعنوان «حياة مالحة»، لكنّ تصويره تأجّل لأكثر من مرّة.

المصدر : فؤاد حميرة ينضمّ إلى «معتقلي الكلمة»

http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=2572&EditionId=2499&ChannelId=60253#.Uehkwo30ErV

صفحة : 123