أتلانتيكو 03-02-2014
– السعودية تعد الممول الحقيقي للمقاتلين الذين يمثلونها أكثر مما يمثلون الشعب السوري. /// لعبة مزدوجة تمارسها الرياض… خطأ السعوديين يتمثل في الاعتقاد بأنهم يسيطرون على الإسلاميين المتطرفين الذي يقومون بتمويلهم. /// لدى وصولهم للسلطة، سوف تتعرض السعودية لهجوم يقوده بيادقها الإسلاميون السابقون. /// تدعم الرياض الجماعات الجهادية السلفية الأسوأ لمواجهة الشيعة كما نرى في العراق وسوريا على وجه الخصوص لمواجهة العدو الإيراني الشيعي، لكن الجماعات ستنقلب حتما ضدهم.
في الوقت الذي تتعثر فيه الحكومة السورية والمعارضة في إحراز تقدم في المفاوضات، تقدم المعارضة السورية رندا قسيس، عضوة سابقة في المجلس الوطني السوري، شهادتها.
رندا قسيس: السعودية تعد الممول الحقيقي للمقاتلين الذين يمثلونها أكثر مما يمثلون الشعب السوري، الذي يعد رهينة وضحية لآلاف الجهاديين المتعصبين القادمين من جميع أنحاء العالم…
هناك لعبة مزدوجة تمارسها الرياض التي تظهر من خلال مثل هذه المؤتمرات وجها “معتدلا” لأن الائتلاف يضم بعض العلويين وغيرهم من الأقليات (الدروز والمسيحيين والأكراد…الخ). لكن من ناحية أخرى، تقدم الرياض الدعم للإسلاميين المتطرفين في كل مكان وتعد القوة الإقليمية الحقيقية القادرة على تمويل المقاتلين المتطرفين، بما في ذلك أعضاء الحركة الإسلامية السلفية والجهادية.
ولكن في حالة نقل السلطة إلى التحالف في المستقبل القريب، أنا واثقة من أن الإسلاميين المتطرفين سيدخلون القصر الرئاسي في دمشق… وهذا يعني أن أعضاء الائتلاف الذين يدعون أنهم ينتمون “للإسلام المعتدل” والشخصيات المعتدلة سيعانون من العزلة إذا لم يتم اتهامهم بالعمالة لأن الهدف الحقيقي للسعوديين يتمثل في السيطرة على سوريا من خلال وضع نظام سني إسلاموي مقرب جدا منها.
ولكن خطأهم يتمثل في الاعتقاد بأنهم يسيطرون على الإسلاميين المتطرفين الذي يقومون بتمويلهم…
لا زلنا نذكر أن مدير جهاز الاستخبارات السعودية، تركي الفيصل، من رعى بن لادن في ظل الحرب الباردة في أفغانستان، لكن السعوديين فشلوا بعد ذلك في السيطرة على جهاديي القاعدة الذين انقلبوا ضدهم…
أرى أن التاريخ يعيد نفسه لأن المال لا يكفي للسيطرة على متعصبين بعقلية شمولية لا يحترمون شيئا إلا شهوة السلطة والكراهية.
أتوقع أنه لدى وصولهم للسلطة، سوف تتعرض المملكة العربية السعودية لهجوم يقوده بيادقها الإسلاميون السابقون المتصلون أو لا بتنظيم القاعدة، ولكنهم خرجوا كلهم من رحم الحركة الوهابية السلفية التي ترعاها الرياض.
تدعم الرياض الجماعات الجهادية السلفية الأسوأ لمواجهة الشيعة كما نرى في العراق وسوريا على وجه الخصوص، لمواجهة العدو الإيراني الشيعي، لكن الجماعات ستنقلب حتما ضدهم…