02/03/2016
بعد مرور أسبوع تقريباً على صمود الهدنة في سوريا ، تلك الهدنة التي أُعلنت من قبل الأمم المتحدة نتيجة تفاهمات روسية – أمريكية تُعدَّ الأولى من نوعها ، وبالفعل تنفس بعض السوريين الصعداء بعد سنواتٍ من الحرب
فالنظام الإستبدادي المستمر في قمع الشعب فشل في حماية البلاد من خطر التوحش والتطرف المتمثل بداعش والنصرة وغيرها ، ومعارضة ” الرياض ” كما تُسمى هذه الأيام مرتهنة في قراراتها لـ” السعودية وقطر وتركيا ” و عاجزة عن تقديم أي حلٍ وطني يكفلُ معايير السلام ومعطياته في بلدٍ مثل سوريا
ومن المؤكد أن الدور الروسي غير المتفق عليه أحياناً من وجهة نظر سياسية يعتبر أكثر مصداقية من الدور الأمريكي المراوغ والغامض كما وصفه صديق ” جون كيري ” نفسه ” لوران فابيوس ” وزير خارجية فرنسا المستقيل ، فموسكو ومن خلال إصرارها الحالي على تثبيت الهدنة تمنح الإنسان السوري المنكوب أملاً بإيجاد نهاية لهذا النفق المظلم ، و طبيعة السلام الذي ينشده السوريون
كما أن قرار مجلس الأمن الأخير (٢٢٥٤) والمرتبط بالهدنة ذاتها لم يأتِ على ذكر ” هيئة الرياض للمفاوضات ” كطرف ، لأنها ببساطة هيئة غير معنية بالحل في صيغته الواقعية ، ودون أن ننسى أيضاً أن هذه الهيئة قامت منذ تشكيلها على مبدأ الإقصاء والإلغاء لكثير من أطراف المعارضة الديمقراطية التعددية الوازنة ، وقد علمتنا التجارب أن فاقد الشيء لا يعطيه
أخيراً : لابد من الإشارة إلى أن أهازيج التدخل البري من قبل السعودية وتركيا في سوريا أصبحت مكرورة وغير قابلة للتطبيق ، لأن مطلقيها معروفون من قبل ببيع الوهم للسوريين ، و طوَّق النجاة الوحيد لهذه الكارثة الإنسانية والسياسية يتمثل بمدى قدرة السوريين بالحفاظ على تجربة السلام .