أخبار اليوم                 02/11/2016

نظمت مؤسسة أدهوك برئاسة الكاتبة والحقوقية رندة قسيس، ندوة بالعاصمة الإيطالية (روما)، لرفع الوعي ضد خطورة تهمة «ازدراء الأديان» بالعالم العربي.

وركز الحاضرون في الندوة، أمس الثلاثاء، على تداعيات قتل الكاتب ناهض حتر في الأردن، وسجن الباحث إسلام بحيري في مصر، والمدون رائف بدوي بالسعودية، وكذلك الحكم بالإعدام على الصحفي محمد الشيخ ولد امخيطير وغيرهم.

بدورها، استعرضت إليزابيث اوكايزي رئيسة الجمعيات الإنسانية واللا دينية بالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، أوضاع الحريات الدينية بالعالم العربي،ى حيث حازت السعودية على المركز الأول فى انتهاك الحريات الدينية بعد الحكم بإعدام الشاعر أشرف فياض والمدون رائف بدوي وآخرين بسبب قضايا حسبة وازدراء أديان.

فيما أكدت الدكتورة نادية عويدات أستاذ الفكر الإسلامي الحديث بإحدى جامعات الولايات المتحدة أن الأندلس كانت تشهد حرية في التعبير والتفكير حتى أنها كانت أرضًا للكثير من المناظرات بين أصحاب النظريات الإسلامية المختلفة.

في حين، ألقى الأكاديمي المصري حامد عبد الصمد، الذي يدرس في إحدى الجامعات الألمانية، الضوء على كتابه الأخير «الفاشية الإسلامية»، معتبرًا أن تلك الفاشية تعد نوعا من الدين السياسي، يعتقد أتباعها أنهم يحتكرون الحقيقة المطلقة.

ولفت المفكر المغربي سعيد نشيد إلى أن معضلة النصوص الدينية لكافة الأديان أنها كتبت في مرحلة كان المجتمع بلا مؤسسات ولا قوانين، وبالتالي من الطبيعي أن تكون تلك النصوص الخاضعة لظروف ذلك الزمان تبدو متناقضة وغير مواكبة لمعطيات الحداثة.

وأضاف نشيد: «من الأجدر أن يفتح باب الاجتهاد ولا يتوقف الأمر عند ذلك الزمان، ولا عند أسس التفسير قواعدها القديمة دون النظر للمتغيرات الحياتية والاختلافات الواضحة بين معطيات زماننا وذاك الزمان، ويرجع أهمية ذلك إلى أن تفاسير  النص الديني على سبيل المثال في القرآن وصل إلينا وهو يحمل الكثير من الاختلافات الواضحة وغير المنسجمة بين القراءات إلى الحد الذي يصعب فيه تجميعها، أو إيجاد المشترك فيما بينها رغم أنها في مجملها تستلهم  من النص القرآني».

وأضاف ناشيد أن ما يؤكد ضرورة الاجتهاد وإعادة النظر من جديد في تفاسير وتأويل نصوصه هو أن النص القرآني منذ لحظة النزول الأولى وهو  مثار اهتمام الرعيل الأول، ومن عاصر الرسالة، وكذلك كان التابعون وهم من ساهموا في تشكل بنية الإسلام في شكله المعاصر. ولقد كان نقطة التقاء الباحثين والدارسين والمفسرين والفقهاء، باختلاف مداركهم، ومستويات تفكيرهم، وتنوع مشاربهم الدينية والفلسفية.

 يذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة من الأنشطة والمشاريع التي تهدف من خلالها أدهوك إلى المطالبة بإسقاط قوانين ازدراء الأديان في العالم العربي، والتعاون مع المهتمين بقضايا الحريات ومناهضة الإرهاب سواء الأشخاص أو المؤسسات والتضامن مع المفكرين العرب في مواجهة هذه القوانين التعسفية.

http://akhbarelyom.com/news/583257