السوري الجديد            25/03/2017

اجتمع حقوقيون سوريون في العاصمة السويسرية “جنيف” في الخامس والعشرين من آذار لمناقشة مسوّدة الدستوري الروسي المقترح وكيفية الاستفادة منه، يأتي هذه الاجتماع الذي عقد في العاصمة السويسرية بدعوة من منصة “آستانا” السياسية التي تترأسها المعارضة السورية رندة قيسي والمركز الفرنسي للشؤون السياسة والخارجية بالإضافة لعدد من الحقوقيين والأكاديميين السوريين.

وقالت رندة قسيس رئيسة منصّة آستانة، “أقمنا هذه الندوة لمناقشة دستور سوري مستقبلي، وهي محاولة عمل لوضع البنود أو الاتفاق عليها لوضعها في الدستور الجديد، وهو مسودة دستور وليس دستوراً سيفرض على السوريين، وهناك بعض البنود التي أخذناها من مسودة الدستور الروسي المقترح وهي التي تناسبنا ولنا الحرية في تعديله وعلينا أن نقوم بتعديله”.

‎وأوضحت قسيس “في البداية دعني أقول، من هو السوري الذي منحنا دستوراً جديداً حتى ولو كان مسودة، بالطبع الجواب لا، والطرف الوحيد الذي عمل على هذا الأمر هم الروس، وهو في النهاية من أهم نقاط الخلاف الموجودة اليوم، لكننا أيضاً بحاجة لدستور جديد، ما هو شكل الدولة، وما هي صلاحيات رئيس الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء واستقلال القضاء من الضروري أن يكون موجوداً في الدستور الجديد، وهل الحكومة ستكون برلمانية أو رئاسية بالإضافة لموضوع الأقليات الموجودة في سوريا، وأيضاً موضوع اللامركزية، إننا نناقش كل هذه الأمور ولا يمكننا أن نتقدم دون هذه الأمور، الدستور هو الخطوة الأولى التي يجب أن نعمل عليه”.
‎وأضافت “لنستغل المقترح الروسي الّذي وضع من قبل خبراء روس وسوريين، ولنناقش هذا الدستور ولنعدل به بأيادي سورية” .

‎ورداً على سؤال حول اعتبار بعض السوريين لروسيا عدواً للشعب السوري، قالت قسيس” المشكلة إذا استمرينا بالقول روسيا تقتل الأطفال السوريين وروسيا تدخلت في سوريا وتدعم النظام السوري، ماذا سنستفيد؟ سنبقى هنا لعشر سنوات أو لخمسة عشر سنة أخرى، بمعنى لا يمكن تهميش الدور الروسي ولا يمكن تهميش روسيا في منطقة الشرق الأوسط كلياً ومن الأفضل لنا أن نكون واقعيين ونحاول أن نحصل على مخرج لوضعنا السوري”.

‎وتابعت قسيس” نعم هناك دول لاعبة ولا يمكن لنا دونها أن نتقدم بدونها، ولكن في النهاية هناك مساحة للسوري أن يلعب دوره أيضاً وأن يشارك في صنع القرار”.

‎وحول تحفظات المعارضة السورية على منصة أستانة وكذلك النظام الروسي ترد قسيس: ” اعتبر نفسي كطرف ثالث يجمع بين الطرفين ويعمل أيضاً مع الدول اللاعبة والمتواجدة في سوريا، أبوابنا مفتوحة للجميع ولا نحقد على أحد، نحن في النهاية نعمل لأجل مستقبل سوريا ولا تهمنا كل هذه الآراء”.

‎واختتمت قسيس حديثها عن علاقتها بالحكومة الروسية، قائلة “علاقتي جيدة جداً مع الحكومة الروسية وأتعامل أيضاً مع المركز الفرنسي للعلاقات والسياسيات الخارجية ورئيسه أيضاً له علاقات ممتازة مع روسيا، ونعمل أيضاً لإيجاد مخرج نستطيع به الانطلاق نحو مرحلة جديدة في سوريا من خلال حكومة تكون ديمقراطية تعددية”.

هذا وتعمل جهات سورية عدة منها منصّة القاهرة التي يرأسها المعارض السوري أحمد الجربا أيضاً على مقترح دستور جديد لسوريا، يقول المحامي الكُردي السوري عُمران منصّور وهو أحد المشاركين في الندوة التي أقيمت لمناقشة دستورٍ سوري” لقد اجتمعنا هنا اليوم، نحن مجموعة من المختصين في الشأن السوري العام وبعض الحقوقيين والأكاديميين لأجل مناقشة مستقبل سوريا دستورياً بأسلوب قانوني حول المجتمع السوري وآلية إيجاد مواد قانونية دستورية تمس المجتمع السوري”.

وأضاف منصّور “لقد كان التجاوب كبيراً وسط تواجد مشاركين من كافة المكونات السورية كافة كالكُرد والآشوريين والأخوة الّذين حضروا من مناطق مختلفة داخل سوريا، وقد ناقشنا معاً مواد قانونية تناسب المجتمع السوري المستقبلي بعد الدمار الحاصل خلال السنوات الست السابقة”.

ورداً على سؤال حول مسودة الدستور الذي اقترحته الدولة الروسية لسوريا، أكد منصور” لم يكن المقترح الروسي مقبولاً من الجميع، وكنت أنا من المخالفين له شكلاً واعتبرت أصلاً أنه لا يجوز مناقشته، لكننا ناقشنا بعض بنوده وهذا لا يعني أننا أدخلنا المشروع الروسي كمشروع لسوريا المستقبل، فقط ناقشنا فيه كيفية نفيه وعدم قبوله شكلاً وحتى مضموناً وهو ما كان مقترحاً من أحد الزملاء في موسكو ولكن لهذا الدستور ايجابياته وهو العودة للحوار من أجل إيجاد رؤية قانونية لمستقبل سوريا تساهم في تخفيف الكم الهائل من الموت والدمار الحاصل على البلاد “.

وأوضح عمران “لا يمكن كتابة وصياغة دستور لسوريا في ظل عدم توافق الجهات السياسية السورية المختلفة، لكن تبقى كتابة الدستور أمر أسهل بكثير من التوافق بين هذه الجهات السورية “.

‎وتعمل منصة الآستانة حالياً لعقد اجتماع السهر المقبل في العاصمة النمساوية فيينا لبعض الشخصيات والتيارات السورية المعارضة بغية الوصول الى توافق حول إصدار مسودة دستور سوري موحدة.

https://newsyrian.net/ar/content/%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B4-%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9%D8%9F