عربي برس                    26/08/2012

في الثاني من شهر تشرين الأول عام 2011، أُعلن في مدينة إسطنبول التركية عن ولادة المجلس الوطني السوري رسميا بعد مخاض عسير، الولادة القيصرية تمت على يد أشهر الجراحين العالميين المتخصصين في إختلاق أنواع عديدة من حركات المعارضة حول العالم، لمسات أميركية -أوروبية أُضيفت إليها خبرة تركية بحكم علاقة الجوار مع سورية، مع عدم إغفال الدمغة الخليجية المالية، العوامل مجتمعة أثمرت في جعل المجلس الوطني السوري يبصر النور.
لم يتوقف داعمو المجلس الوطني السوري عند حدود تأسيسه، بل سعوا إلى جعله يكتسب شرعية دولية تمهيدا لسحب البساط من تحت أقدام النظام السوري، فعمدوا إلى عقد مؤتمرات دولية تحت مسميات عدة تمهيدا لتقوية عوده، بدءاً من تونس مرورا بإسطنبول، وصولا إلى باريس، ولكن صدى خلافات أعضاء المجلس كان اقوى من مواقف الدول الداعمة له، والتي أسقطت عن ذهنها تسوية نزاعات المعارضين قبل الولوج في دعم المجلس بسبيل إسقاط النظام في سورية.
مجلس رفع اليافطات
لم يكتسب الجناح الأقوى في المعارضة السورية شهرة في مواجهة النظام، كالتي إكتسبها في رفع اليافطات أثناء تنظيم التظاهرات، من محاولة عزل هيئة التنسيق الوطنية إلى حد إتهام الشيخ السلفي عدنان العرعور بسرقة أموال الثورة دون إغفال طرح الشعارات التي تسوق عمل المجلس الذي فشل أعضائه التنفيذيين، والعاديين في كسب رضى الدول الكبيرة نتيجة تناحرهم على اشياء واهية، وواهمة.
عقدة انشقاق المشايخ في زمن غليون
فاتح عهد المنشقين عن المجلس الوطني السوري كان المعارض البارز هيثم المالح، والأخير حلم برئاسة المجلس، وإزاحة برهان غليون بمباركة سعودية، فإنتهى به المطاف رئيسا لمجموعة العمل الوطني بعد فشل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من إقناع الحلفاء بتزكية شيخ المعارضين لتبوأ كرسي رئاسة المجلس الوطني.
فكرة الإنشقاق عن المجلس أعجبت عددا كبيرا من المعارضين، ما دفع بالشيخ نواف البشير إلى خلع عباءة المجلس الوطني، وتأسيسه تنظيما سياسيا جديدا أطلق عليه “كتلة التحرير والبناء للكفاح المسلح”، الكتلة جمعت البشير (الذي كان قد مضى على إنضمامه إلى جناح غليون في المعارضة شهرا واحدا قبل إنشقاقه) بمعارضين آخرين من طينة الشيخ أنس عيروط، وحمزة اليوسف.
وحيدة طائفتها تنتفض أيضا
ريما فليحان أو كما أطلق عليها وحيدة طائفتها في المجلس الوطني أعلنت إنسحابها من المجلس الوطني نتيجة آلية عمله السلبية, وأحادية اتخاذ القرار، خروج فليحان قوبل بتهكم زملائها الذين سخروا من طريقة تبرير خروجها عن طاعة المجلس، وأرجعوا إنشقاقها إلى محمد العبدالله الذي طلب منها الإنسحاب فورا(نظرا للعلاقة الوطيدة التي تجمع العبدالله بفليحان) بعد خروجه خالي الوفاض من سباق التنافس نحو الزعامة.
موسم تساقط الأوراق الصفراء
المجلس الوطني السوري الذي كان يضم 310 اعضاء في إنطلاقته يشكو اليوم كثيرا من الشواغر الوظيفية، وهذا نتيجة إدارة برهان غليون السيئة للعمل السياسي بحسب أحد المعارضين الناقمين على البروفيسور الحمصي، بينما يشير آخر موالي للمكتب التنفيذي ان ما يحصل لا يعدو عن كونه تساقطا للأوراق الصفراء عن الشجرة المثمرة.
إنشقاق جديد نتيجة دخول القاعدة
عود على بدء، جديد الإنشقاقات عن المجلس تمثل في خروج رندا قسيس رئيسة الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري، قسيس بررت خروجها عن الحاكم الحالي عبد الباسط سيدا بالقول “المجلس الوطني يتجاهل صعود السلفيين ومقاتلي القاعدة في البلاد” الكاتبة الحققية لم تشاء الخروج بصمت بعد إعلانها عن نيتها تشكيل كتلة معارضة سورية جديدة باسم “الحركة من أجل مجتمع تعددي” في سبتمبر المقبل، لتحدي المجلس الوطني الذي يعاني من الانقسامات”، مضيفة “الحركة ستضم الأقليات الدينية والعرقية ومن بينها الدروز والمسيحيين والأكراد إضافة إلى أعضاء علمانيين، و إن من بين الذين يؤيدونها عمر إدلبي، وجمال سليمان، وعماد الحصري عضو المجلس الوطني ولجنة التنسيق المحلية في دمشق”.
نزاع على الوظائف في المكتب الإعلامي للمجلس الوطني
أحد الأعضاء المنضويين تحت جناح المجلس الوطني هدد بالإنشقاق معللا السبب بموقع المجلس الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية، وفي التفاصيل أن المعارض أغاظه الموقع الذي يصدر باللغة الإنكليزية، ويحتوي على خانة تخول متصفحه إنتقاء اللغة العربية، ووصل به الأمر إلى حد إفتعال إشكال كبير حول هذه النقطة، معتبرا ان انصار النظام السوري يمكنهم إستهداف عمل المعارضة بسهولة عبر إبرازهم اللغة الرسمية التي يدار من خلالها الموقع”، ولكن غيرة المعارض على عمل الموقع الإلكتروني لم تكن نابعة من عروبته بحسب زميل له، بل كانت نتيجة حقده على القيميين على المكتب الإعلامي الذين إتهمهم بعدم السماح لنجله في تبوأ وظيفة رسمية في المكتب الإعلامي للمجلس الوطني”.

المصدر : المجلس الوطني السوري … حيث لا صوت يعلو فوق صوت الإنشقاقات

http://www.arabi-press.com/?page=article&id=46495

صفحة : 123